ثورة (25 ) يناير في عيدها الثالث عشر :مرجعيه التغير
د.جمال زهران
استاذ العلوم السياسيه و العلاقات الدوليه جامعه قناه السويس
والنائب السابق بالبرلمان المصري (2005-2010م)
الأمر الذي شك فيه، أن ماحدث في ثورة 25يناير2011م ، إن ثورة حقيقية ،استهدفت إسقاط نظام مبارك ،واحداث التغير الحقيقي ،من أجل العيش و الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني والكرامه الانسانية.فالثورة هي تحرك شعبي واسع أفقيا اي يشمل محافظات مصر وعلي جغرافيتها ،ورأسيا اي ان الهدف يتطلب اسقاط النظام من رأسه وحتي كل رموزه، وهو ماحدث فعلا.ولذلك فإن من ينكرون لما حدث أنه ثورة، فهم يمثلون القوي المضادة لها ، ولشعب مصر الذي هو تعبير عن الغالبية الكبيرة منه. فقد كانت البيئيه المجتمعية تشير الي حتميتة التحرك الشعبي .فهناك تزوير انتخابات البرلمان ،وصل الي حد حصول الحزب الوطني الحاكم، علي 98.5% من أعضاء البرلمان البالغ عدده (444) نائب آنذاك، بهدف التمكين من التوريث بنقل السلطه من مبارك الأب ،الي مبارك الابن، بسيطرة جماعة جمال مبارك علي مفاصل الدولة كلها آنذاك.وقد كان مقدر أن تتم عملية نقل السلطة في شعر ابريل 2011م ،لو سادت الأمور على هوي مجموعه جمال مبارك ،ورأس الحربة م.احمد عز!!
إلا أن المقادير سادت في غير المجري الذي حفرته مجموعة جمال مبارك،وضاع التوريث،حتي كان هو الورقة التي حركت الشعب نحو الغضب والثورة،وبدأت بالتزوير الفاجر لانتخابات البرلمان ،والاسقاط العمدي لكل رموز المعارضة بلا استثناء.فضلا عن سوء الأوضاع الاقتصادية ،وتركز الثروة في أيدي رجال الأعمال المواليد والداعمين للسلطة الحاكمة ونظام الحكم ،ولعمليه التوريث، علي خلفيه أن ذلك يزيد من نفوذهم،وثراوتهم ، وإتمام النهب الكامل لمصر ولشعبها ومقدراته!من هذا السياق ،فقد تشرفت إنني أحد الرموز الكبيرة ،في هذه الثورة، وقد كان لي دور كبير في البرلمان تحت القبة بين (2005-2010م)، وكشف فساد السلطه، وفضحت عمليه التوريث و التصرفات غير الدستوريه لجمال مبارك ،وقدمت (21) بيان عامل عند هذه الممارسات .وتعرضت لضغوط وتهديدات لا حصر لها، ولكن لم ألتفت الي ذلك ،واستمريت في ممارسة عملي البرلماني بكل نزاهة وموضوعيه،لصالح الشعب المصري ،الذي انتخبني، وإتمنني علي ثرواته ،وبشهادة الجميع قمت بواجبي، الي جانب عدد من النواب الشرفاء،وقد كان ذلك ،هو وقود الثورة.وقد وثقت أدائي البرلماني في عدة كتب موطبوعه،أولها :مقاتل ضد الفساد ،ومقاوم ضد السلطه و فسادها ،والمؤامرة الي التعليم وأدمغه الشعب المصري ، وهي متاحه وبالمجان لكل من يطلبها مني .
واخيرا : يمكن القول بأن يجب أن نحتفل بالعيد السنوي لثورة وأدعو كل مخلص لهذه الثورة ، أن يحتفل بعيدها ،وليس بذكرها، لأنها حيه ولاتزال ، وستظل امتدادآ لثورة 23يوليو ،الثورة الأم التي حققت العدالة الاجتماعية والديموقراطية الاجتماعيه والنهضة الكبري في تاريخ مصر الحديث ، ولازلنا نحتفل بعيدها حتي الآن . فهل نتغافل عن الاحتفال بثورة 25يناير، وهي التي ستظل مرجعية التغير في مصر لسنوات طويله قادمة ، إلي أن تنتصر الانتصار الذي يليق بالشعب المصري وتاريخه . وتحية لشهداء ومصابي الثورة ، فهم في عيوننا
أستاذ العلوم السياسية ونائب سابق في البرلمان 2005-2010